تابعت مؤخرا فيديوهات وائل غنيم و لا اخفيكم سرا أنه فى البداية لم تروق لى طريقته و لا إسلوبه و لا مظهره، فكنت لا أكمل الفيديو و اغلقه و لا أهتم بما يقول و كنت أضحك بداخلى لأن هذا الإنسان كما روجوا له أنه أيقونة الخراب الذى حل بمصر ، يظهر بهذا المنظر المشين ليثبت أن الشباب الذين اتبعوه كانوا على ضلال و عليهم إلا يتبعوا أمثاله و لا ينخدعوا بمعسول الكلام و لا بالعبارات الرنانة و لا بما يكتب على صفحات السوشيال ميديا من بوستات تحكى عن العدالة الاجتماعية و الفقر و المجاعة … الخ لان من يكتب عنها قد تكون له مآرب آخرى تضر بمصلحة الوطن و إستقراره، فلا يمكنى أن أصدق أن غنيا لاهيا ماجنا يتحمس لقضايا الفقراء و يطالب بتوزيع الثروات و لكن اثق فى كلام الفقير عندما يتكلم عن معاناة الفقراء فى ظل إرتفاع الأسعار، و أثق فى كلام المظلوم عندما يتحدث عن البطش و عن آهات المظلومين.
و لكن بدأت أسأل نفسي لما لا اسمعه كنوعا من الكوميديا الساخرة؟ لما لا أعطى نفسي الفرصة كى أسمعه لكى أعرفه؟لماذا تحول هذا الشخص لهذا الشكل الذى وصفه الجميع بانه مجنون او قد أصابه العته ؟ فسمحت لنفسي أن اتابع الفيديوهات لكى أحكم بنفسي عليه و لا أسمح لنفسي أن أكون صورة مشوهة عن شخص لمجرد أنه يختلف مع أفكارى و أرائي و هذا هو العدل و المنطق و الإنصاف عندما أحكم على الأشخاص .
عندما تابعت الفيديوهات، و جدته إنسان ذكى يجيد لغة الحوار و التحليل و المناقشة، مثقف جدا و لكن ثقافته غربية متحررة غريبة على واقع المجتمعات الشرقية التى تهتم بالقيم و الأصول و الآداب العامة فى الحوار و أختيار الكلمات، و عدم خدش الحياء العام، فوجدته يتلفظ بالفاظ يرفضها الذوق العام و دائم السب لمن يختلف معهم وهو نفسه الذى قال بملىء فمه إنه تأذى نفسيا من الإعلاميين و كثير من الناس الذين سبوه و شتموه مرارا و تكرارا على الشاشات مثل عمرو أديب و أحمد موسى و على صفحات السوشيال ميديا و وصفوه بالجاسوس والعميل الماسونى، ولكن لم يشتموه بأبيه و أمه بتلك الألفاظ القذرة.
يعترف ضمنا أنه إنضم للإخوان و السلفيين فى فترة ما من حياته و قد أسس لهم صفحة على شبكات التواصل باسم إخوان أون لاين و لكنه إكتشف أنهم كاذبيين و لايفهمون فى السياسة ولا يفهمون فى الإسلام و هم سبة فى جبين الإسلام و عار على تاريخ الأمة الإسلامية ، ثم أراه مرة ثانية متعاطفا مع “أم عبدالله” زوجة الدكتور محمد مرسي الإخوانى الراحل بل يطالب قيادات باسمها أن تذهب إليها و تقبل رأسها ماهذا التناقض الغريب.
يسب حازم أبو إسماعيل و يعتبره جاهلا و منافقا و كذابا و يعترف بانه هو الذي تواصل مع المجلس العسكرى عن طريق عمرو أديب ليبلغهم أن أم حازم أبو إسماعيل تحمل الجنسية الأمريكية مبرهنا أن ذلك و طنية ويتعامل مع المجلس العسكرى و المخابرات الذى شن عليهما حملةبل شجع على الثورة ضد الجيش و الشرطة.
يتحدث عن الفقراء و الحرية و الديموقراطية و العدالة الإجتماعية ، ثم يكتشف أنه قد عمل فى جوجل براتب يبلغ ٩٠الف دولار شهريا و ذلك حسب ماأفاد به اللواء حسن عبدالرحمن بشهادته أمام المحكمة، و أراه أيضا يسكن فيلا راقية بكاليفورنيا و متزوج من أمريكية فيراودنى سؤالا : كيف أصبحت غنيا ؟ أهى أموالك أم أموال الجمعيات و المؤسسات الداعمة للحريات و الديموقراطية؟!يحدثنا عن مبارك و فساد أسرته و قضية التوريث التى ألهبت حماس الثوار و قلبت الأوضاع فى مصر، ثم فجأة ، أجده يعنف عمرو أديب لإهانته لعلاء مبارك و يسب عمرو أديب ثم يمتدح علاء مبارك و يمتدح تربيته و منشأه و نظافة و آصالة معدنه،يسب عمرو أديب و يمتدح زوجته لميس الحديدى متناسيا عادات المجتمع بأن الزوجه تكره أن يهان زوجها و تكره من يهينه،يتحدث عن محمد على و يتهمه بالخيانة ووضاعة مايفعله ثم يطالبه بالإتصال به حتى ينسقا سويا ماذا سيفعلا حتى يسيطروا على الأمور و تنجح الثورة الزائفة.
يتحدث بكبرياء و تعال عن نفسه و كأنه يعرف كل شيء و أفضل من الآخرين و أنه متصالح مع نفسه، لايخجل بما هو عليه فيعترف أنه كان مدمنا للعادة السرية و يعترف أيضا أنه يتعاطى الحشيش بل و يتعطاه أماه الجميع و يعلم الشباب كيفية إعداد سيجارة حشيش و هذا شأنه هو و حياته الشخصية و حريته التى كفلها له القانون و الدستور وليس لإى أحد أن يتدخل فيها، و لكنه تناسى ” إذا بليتم فاستتروا” و ” لعن الله المجاهرين بالذنب “تناقض غريب و يريدنى و غيرى أن يصدقوه و يتحمسوا له.
إن بكاء وائل غنيم الهستيرى يعكس معاناة داخلية، وعدم ثقه في نفسه وشعور مرضى بالظلم و شعور داخلى باهمال العالم الخارجى له، فتارة يطالب رجال المخابرات بالإتصال به و تارة آخرى يطلب من محمد على بالاتصال به للتنسيق معه، تارة يثور على السيسي و يغضب و يعلن معارضته له و تارة أخرى يعلن أن السيسى وطنى و أنه رجل طيب ونوياه طيبة و أنه يحب البلد، فهو لا يستطيع عكس صورة واحدة للشخص و لم يستطع أن يقنعنى برأى و اضح وواحد ، اشفقت عليه و تسألت لماذا يظهر بهذا الشكل؟! ماذا يريد بالضبط من خلال هذه الإطلالة؟ أشفق عليه و أشفق على من يعتبره إماما و مثالا يحتذى به.

More Stories
حين تغيّر الحلم أو تغيّرنا نحن؟
كنتُ الأمان فاتهموني أني الوجع /حين شُبّهتُ بغيري وظُلِمت بصدق مشاعري
حين أخذتك السماء وأغلقت خلفك الأبواب