رحيل قصة قصيرة
قد تجف ألأهوار ولكن رحمة الله لن تجف
يعشق رائحة القصب يطير بلا أجنحة بين الروابي في مشحوفه السحري يتنقل بقلب شغوف بألألحان يتفنن في تعامله مع الناي , صنعة يده يغرق مع أنين نايه الشجي وهو يطوف بين القصب ورائحة الهور العطرة , شواطيء مشحوفه صارت حبيباته يرسو على ذلك السوباط الذي تسكنه عشقه ألأول ( هيله ) يرسل نغمات آسرةُ تتمايل لها أعواد القصب الغضة مع حنين قلبها وهي تسمع من خلف صريفتها التي تلونت بألوان الربيع تغرد مع نغمات نايه كمجموعة طرب باصوات سمفونية ملائكية تهتف لها القلوب ,يعلم أنها تسمعه فيشدو بعزف أشبه بألانين المحبب من بين فتحات نايه الشجي ,تعود ان يحضر للمكان بصحبة جوقه الكورالي من طيور مهاجرة ألفت صوت نايه العذب وتناغمت معه بشغف تطلق تغريداتها لتضيف سحرا فوق ألق صوت الناي ألأخاذ, قصيدة شعرية تكتب بحروف سمعية من أنين نايه لينضح حباً , كان يلاحظ انحسار الماء عن جنته المترامية , يحس بوجع يعصره حين تتقلص مساحات سعة الماء وتنفض الناس لشحة كرم الهور يدور بعينيه استغراب ثقيل , حتى سوباط ( هيله ) جف وغادرت حبيبته للمجهول.
صار يشكو لنايه حزن عميق , تبخرت مع قطرات الماء أحلام عاشها وهو يصف القصب ليتوج حبة بزواجه منها بصريفة عشهما الموعود , ضاعت ألامال مع ضياع ألامان والحياة وبقيت صريفته تشكو الكمال , أتعبه الزمن وأرهقه الوهن ووصل الجفاف عند صوباته لتتشقق ألارض عطشاً ويجف الضرع وتتوقف الحياة وبات المدى موحشا , سكت نايه عن الغناء وفرت الطيور بعيدا لقساوة العطش ترك ناية عند حلمه المكسور وحان موعد الرحيل للمجهول.
مرت ألأيام حزينة مقفرة ليمتليء المكان عتمة وتحولت جنته لاطلال يعصف بها الزمن بعد ان كانت أحضان للاحبة وألاهل.
بدأت السماء تحن على عطش ألأرض فأرسلت غيثها لتروي ألأديم الذي بدا شاحبا ممزقا , كانت قطرات المطر تسرع لتلبي نداء ألأرض , والناي يرتشف من الندى لتعلو نبتة خضراء من بين ثقوبه وتعلن عن أوراق ربيع جديد.
More Stories
حين يحن القلب إلى الله
بروتوكول تعاون بين الاتحاد الأفروآسيوي وموقعي أخبار مصر العروبة وموقع الحياة نيوز
منجز للاستشارات القانونية والمالية ..تاريخ من الثقة والانجازات