أكتوبر 13, 2025

جريدة الحياة نيوز

رئيس مجلس الادارة : نسرين رمزي

الفصل الواحد والأربعون من رواية شمس الأصيلة بقلم الكاتبة هالة عيسى

 

وجوم وسكون خيم على حياة” شمس” وأسرتها إثر موت إبنتها الصغرى نعمة وهي تضع مولودتها “صفاء”،لكن كل شئ يولد صغير ثم يكبر أما الحزن يولد كبير ثم يضمر مع الأيام ،لكنه عند أسرة” شمس” مختلف حيث تربطهم علاقة عشق لبعضهم البعض نظرا لنشأتهم أيتام فقراء منذ صغرهم والكل يعاون الأخر ويود أن يكون أفضل منه،لكن هكذا الحياة لابد من إستكمال المسيرة تحت أي ظرف،عادت أختهم الكبرى من الأب” سنية” إلى المحلة الكبرى حيث عمي “شوقي “زوجها الذي يكن لهذه الأسرة كل الود والمحبة لتربية سنية” لأولاده من زوجته الأولى،وسافر “محمد “إلى القاهرة حيث عمله في حالة من الحزن الشديد وكانت نادية” هي الأيد الحنونة التي تهد هد على صدره كلما ترقرق عيناه بالدموع حزنا على أخته نعمة،”
مكثت “زينب” مع أمها يرعون مولودة “نعمة “صفاء “بمساعدة اليد الحنونة التي كان لها فضلا كبيرا في حياتهم أبلة “سمية” فهي كانت أما ثانية” لنعمة” نظرا لإقامتها عندها في السنة النهائية من الدراسة ،كانوا يجلسون في دهليز المنزل يتذكرون الماضي بما فيه من أوجاع وكانت تأتي صديقات زينب رقية وخديجة” “لمواساتهم ويحاولوا أن يمزحوا مع زينب وأبلة سمية لخروجهم من الحالة النفسية الحزينة التي وصلوا لها،فكانوا يذكرون وقائع ذكرياتهم سويا بداية من إرسال زينب إلى منزل ‘ جلال” لتسليم مفارش التطريز التي صنعتها أبلة سمية”،وذكرياتهم مع الأستاذ جلال عندما درس لهم عروض الشعر،فتبتسم زينب إبتسامة يشوبها الدموع التي تروي صدرها العطش لفقدان أختها نعمة” التي كانت بمثابة إبنتها التي لم تنجبها،

دق باب المنزل من ساعي البريد يقول” السيدة زينب” ففتحت زينب الباب نعم أنا زينب فقال لها خطاب مسجل فقالت له تمام،استلمت زينب الخطاب وفتحته وبدأت تقرأ بمابه

زوجتي الحبيبة زينب لم أدري ماذا أكتب لك فكل ما أبدأ في الكتابة يقف القلم ويجف الحبر لم أجد كلمات أصف بها حالة قلقي الشديد عليكم خاصة وأنت في حالة حمل لمولودنا القادم،لكن لي رجاء أن تهوني على نفسك وتعلمي جيدا أن الموت هو الحقيقة الواحدة في الحياة وهو كأس مذاقه مرير لكنه دائر على كل البشر وكل واحد له ميعاد عند الله سبحانه وتعالى،يعلم الله مدى حبي لأختي الصغيرة نعمة”، لكن هكذا الأقدار وهي عند ربها شهيدة وفي جنات النعيم رحمها الله وعطر ثراها.
زوجك جلال.

دخل” إبراهيم “على” زينب” حجرتها وضمها إلى صدره قائلا “جلال” بن حلال وبيفهم في الأصول،بالمقارنة بمصطفى” زوج نعمة” الذي يجلس متعطرا في المقاهي ولم يمر شهور على موت زوجته” نعمة” التي فضلته على سائر رجال القرية خاصة القاضي” فريد “الذي كان يكن لها كل الحب والتقدير،وهمس في أذن” زينب “قائلا أنا سمعت من أحد أصدقائي أنه طلب يد أخته للزواج فقدمت” شمس” وقالت لهم بماذا تهمسون وتخفون عني،فقالت لها زينب” لاشئ،فرد عليها إبراهيم قائلا لا لابد من معرفة أمي، نعمة” ماتت لكن” صفاء” إبنتها موجودة ولها حقوق فكل أغراض “نعمة “تكن لصفاء هكذا الشرع،ردت” شمس “قائلة بل يزول كل شئ وتعود لي إبنتي،هذه الأشياء لاقيمة لها عندى، صمت” إبراهيم” وقال لها الرأي” لمحمد” هو رجل البيت والمسؤول عن” صفاء” وحقوقها

كفاية أن” مصطفى” لم يحضر سوى ثلاث مرات فقط من يوم وفاة نعمة وهذا مؤشر خطر،
حضر” محمد “في نهاية الأسبوع كعادته يتفقد أحوالهم وحدثه” إبراهيم “عن تصرفات مصطفى” فغضب وثار وتركهم وذهب إلى المقهى الذي يجلس عليه” مصطفى” ،فشاهده مصطفى “قادم من على بعد فأسرع بدفع الحساب حتى يتلاشى الحديث مع محمد،فأسرع” محمد” بالحاق به قائلا إنتظر عندك فيه كلام بينا ،فرد” مصطفى” ليس بيننا كلام فقال محمد بل بيننا للأسف دم،” صفاء “إبنتك،فقال له أسمع يا محمد أنا رجل مثل باقي الرجال وزوجتي توفيت ولابد لي من زوجه أخرى،لماذا كل ذلك الغصب،فرد محمد لكن هناك قائمة منقولات وأغراض جهزتها بنفسي من نقودى الخاصة” لنعمة” أختي وأجلت زواجي من خطيبتي وحب عمري” ناهد” حتى فقدتها من أجل تجهيز أغراض منزل نعمة”،فصمت “مصطفى” قائلا أنا لم أطلق أختك ولم أتزوج عليها لكن لا أستطيع أن أقدم مهر أو أجهز أغراض لبناء بيت من جديد ،هذا هو القدر علينا جميعا ولابد من القبول،فرد محمد “وأين حق صفاء إبنتك ؟كل ما يخص” نعمة” فهو لصفاء،ترك” محمد” مصطفي” وهو في حالة من الذهول،ودار حديث لنفسه داخل صدره الضيق إلى الهواء العليل الذي يمكث أمامه حيث ترعة القرية،يقارن بين شخصية “مصطفى “وبين نفسه الذي أغلق قلبه على حب” ناهد” زميلة الدراسة وخطيبته السابقة،ثم يعاتب نفسه كان بإمكانه رفض” مصطفى “زوج نعمة” وزواجها من القاضي فريد” صديق عمره الذي كان يكن لنعمة كل الحب والتقدير،ويحدث نفسه قائلا وهو يخبط على رأسه بعدما شاهد برود” مصطفى” يا ليتني منعتها ياليتني منعتها،هكذا قدرنا لم يكتب الفرح لقلوبنا ولو كتب يكن لبرهة ثم يعود الحزن الذي كتب على أسرة شمس منذ بدايتها.

ماذا طلب جلال من زينب بعد وضعها؟

وماذا عن نادية زميلة محمد في العمل؟
وهل يرضخ محمد لتصرفات مصطفى زوج نعمة؟
فكروا معي إلى اللقاء في الفصل الثاني والأربعون من رواية شمس الأصيلة .