سبتمبر 25, 2025

جريدة الحياة نيوز

رئيس مجلس الادارة : نسرين رمزي

نوال السعداوي لا يعلم بها إلا الله

بقلم  عمر أحمد عبد العزيز
للأسف شمت الكثيرون من رواد السوشيال ميديا لموت الكاتبة والطبيبة “نوال السعداوي”وحكموا عليها بدخول جهنم نتيجة ما عرف عنها من تحرر فكري شديد.
نختلف مع “نوال السعداوي” أو نتفق معها فأولا لا يجوز عليها إلا الرحمة، ولنعلم جيدا أن البشر لا يعلمون كيف سيحاسبها الله هي أو غيرها من الناس لأن هو وحده قاضي السماء وهو أعلم منا وأدرى بنفوس البشر وبمقاصدهم، كما أنه هو الغفور الرحيم مما يجعلنا نتوقف عن الحكم على الأشخاص بدخولهم النار، وخاصة وأن كانوا بين يدي الله.
وثانيا فالله سبحانه وتعالى لا يحقق أمانينا في عقاب الأشحاص إلا إذا كان يريد عقابهم من الأساس، فلا داعي لتمني العذاب للأشخاص المتوفيين.
ثالثا لا يصح أن يشمت الإنسان في موت أو في عذاب إنسان مثله أيا كان حتى لا يحدث معه نفس الأمر أو اسوء فيقول الله سبحانه و تعالى:{إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس}صدق الله العظيم.
نحن بشر أحيانا نصيب في الحكم وكثيرا نخطىء، فكم من أشخاص حكم عليهم بالإعدام وهم ليسوا جناة، وكم من أشخاص ظننا بهم السوء وهم ليسوا كما كنا نظن، فالله سبحانه وتعالى أعلم بكل شيء ظاهر أو مستتر مما يستوجب علينا أن ندع الخلق للخالق ولا نرتكب ذنوبا بتكفير غيرنا أو تمني العذاب لهم، ويجب دائما أيضا أن نتذكر أننا لسنا ملائكة الله على الأرض وأن كل شخص منا لديه من الذنوب ما يكفيه ولكن ستر الله يغمرنا بشدة.
وأخيرا أتمنى أن يثبتنا الله جميعا على طريق الحق وأن يرحمنا و يجيرنا من سخطه وعذابه لأن عذاب جهنم لا يطاق ولا يحتمل، فيقول الله سبحانه وتعالى:{وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّار}صدق العظيم.
الي اللقاء في مقال أخر بإذن الله…