بقلم د.محمد عبد العزيز
كاتب وباحث اقتصادي ومتخصص في الشئون الأفريقية
إن إنتشار منابر الإلحاد على السوشيال ميديا أصبح ظاهرة بطولية والبطولة فيه من ورق أصفر مليء بالوهم والخداع والتضليل فهي مؤامرة كبرى على شبابنا ومجتمعاتنا ليتم تمرير الخنوع لكل فكر شاذ ومنحرف فضلا عن قبول الأمة لأعدائها دون مقاومة تذكر هذه هي المؤامرة بحق ، إن إنكار ما جاء من قصص الأنبياء وبداية الخلق في التوراة والإنجيل والقرآن ليس أمراً جديداً بل كان الإنكار والادعاء بأن ما جاء في الرسالات السماوية مجرد سحر أو كهانة أو أساطير قديمة هو حال معظم الأقوام حين بُعث فيهم الأنبياء ، لذلك يجب على الملحدين ومنكري وجود الذات الإلهية ومنكري الرسالات وبعثات الأنبياء وكل من يروج لفكرة تراكم وتطور المعتقدات عبر التاريخ الممتد لآلاف السنين يجب على هؤلاء جميعاً إيجاد شيء جديد لهدم ما جائت به الأديان خاصة الأديان السماوية لأن ما يقوم به الملحدين الآن من محاولات تشويه للكتب السماوية والادعاء بأنها تطورت وأنها متناقضة وأنها أخذت من بعضها البعض وأن كل المعتقدات من صنع البشر ليس بفكر جديد بل أن المتناقض هو فكر الملحدين لأنهم يعلموا جيدا من دراستهم النقدية التي يدعونها أن الرسالات كانت متعددة لأن الأقوام متعددة ولأن الأقوام كانوا يحرفوا الكتب السماوية ويحيدوا عن الرسالة بل ويضيفوا من الأمور الوثنية الوضعية التي تقول بتعددية الآلهة إلى الديانات السماوية التوحيدية لذلك فإن القول الآن والإدعاء الآن بأن الديانات السماوية تطورت عن الديانات الوثنية قولا باطلا وليس بجديد أيضاً ففكرة أن كل دين ينسب لنفسه الفضل والأصل والصحة أمرا كان ولازال مصاحبا لكل الأديان بل أن الدين الإسلامي كان آخر الرسالات السماوية بحق لأنه تقبل اثنين من الرسالات قبله في تعايش تام معهم وهم رسالتي اليهود والنصارىٰ وهو أمر استثنائي ولم يحدث لدين يؤسس لنفسه على ما سبقه أن يقبل من سبقه لأن تأسيس الاسلام ليس بالاعتماد على ما سبقه بطريقه إنكار وهدم ما سبقه بعد تحريف ما سبقه أو بتكفير أتباع ما قبله من رسالات بعد ضلالهم ولكن الإسلام يؤسس لفكرة أن الدين عند الله هو الإسلام كمبدأ عام والإسلام هو جوهر معتقد ودين كل الأمم السابقة لأمة الإسلام الخاتم للنبوات والرسالات كما نعرفه الآن وأن التحريف كان سمة أتباع الرسالات دائما لذلك فإن الأصل هو الإسلام والإسلام في نسخته الأخيرة عالميا ويتعهد فيه الخالق سبحانه وتعالى بحفظ آخر كتاب سماوي من التحريف وهو القرآن الكريم لكن قام بعض المنتسبين للإسلام زوراً وبهتاناً بإدخال أحاديث موضوعة على الرسول عليه الصلاة والسلام كما قاموا بإدخال أموراً إلى الدين ليست واردة في القرآن الكريم ولا في صحيح السنن والأحاديث المتواترة بإجماع الأمة ، إذا هناك تحريف من نوع جديد وإسرائيليات عديدة تسربت إلى أفهام المسلمين وأصبحت جزءا من تراثهم وهي ليست من صميم دينهم ، لذلك فإن الإدعاء الآن بأن الإسلام صورة أخرى من المسيحية واليهودية وأن كل الديانات السماوية ديانات من صنع البشر وما جاء في تلك الديانات مجرد أساطير قديمة ومحاولة جعل تلك الادعاءات تتم بشكل شبه علمي وشبه بحثي والأخذ بأقوال من نوعية لا توجد أدلة تاريخية وأثرية على وجود الأنبياء الواردة أخبارهم وأحداث حياتهم في الكتب السماوية وما إلى ذلك من ادعاءات باطلة وأخطاء فادحة في التقويل للتاريخ والآثار فضلا عن إنكار الملحدين التأويل على المؤمنين بالكتب السماوية فلماذا يقوم الملحدين بتأويل مئات وآلاف الأدلة العلمية القطعية في الآثار والتاريخ على أحداث تتطابق مع أحداث ما جاء في الكتب السماوية وقصص الأنبياء ؟ هل التأويل جائز للملحدين وممنوع على أتباع الرسالات ؟ ولماذا محاولة التطاول على الذات الإلهية وعلى الأنبياء وعلى أتباع الرسالات ؟ لماذا لا يكون الملحدين متفتحين بحق ؟ كما يدعوا للدرجة التي تجعلهم يترفعوا عن إيذاء مشاعر الآخرين خاصة وأن سب الأنبياء وايذائهم ليس أمراً جديداً وأيضاً فإن التطاول على الذات الإلهية ليس جديدا ومحاولة فعل هذا لن يجعل المؤمنين بالرسالات يحيدوا عن إيمانهم فيجب على الملحدين إيجاد طريقة أخرى للحوار وإتباع المنهجية العلمية الكاملة وليس نصف العلمية لأن منابر الإنترنت والسوشيال ميديا أصبحت تجعل من صناع أي محتوى جديد صادم أصبحت تجعل منهم أبطال وفي الحقيقة هم ليسوا أبطالاً ولم يأتوا بأي جديد نهائياً لإن التطاول على الذات الإلهية جاء ذكره أيضا في الكتب السماوية التي يسخروا منها والادعاء بأن قصص الأنبياء أساطير أمرا جاء ذكره أيضا في الكتب السماوية وكل ما يصنعه ملحدين اليوم رغم الإمكانيات والتطور ومحاولة تأويل النظريات العلمية الحديثة لإنكار الكتب السماوية رغم كل هذا لم يأتي هؤلاء بأي جديد يضاف إلى ما جاء به الأقدمون المنكرون للرسالات والأنبياء في وقت ظهور الرسالات والأنبياء ، وفي الإسلام تحديدا يوجد اعتراف بتحريف الإنجيل والتوراة مع نهي عن السخرية من الكتب المتاحة الآن لهما لأننا لا نعرف جيدا وبدقة ما هي مواضع الوحي الإلهي وما هي مواضع التحريف وعليه فإن هناك دور كبير على رجال الدين في نشر الوعي بعد أن تحول الإلحاد في المجتمعات العربية إلى ظاهرة بطولية من الوهم أبطالها شغلهم الشاغل الوهم والضلال والتضليل ولم يأتوا بأي جديد رغم كل ما لديهم من إمكانيات وقدرات وعلوم ومعارف تفوق ما جاء به منكري الرسالات قديما وفي وقت ظهور الرسالات.
قال تعالى : ﴿وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (سورة الأنعام ، الآية ١٠٨) قال تعالى : ﴿وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ (سورة الفرقان ، الآية ٥) قال تعالى : ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾ (سورة النساء ، الآية ١٤٠) ومن البديهي أن الإسلام ينهىٰ عن السباب وجدال السخرية غير المثمر في إضافة فكرة أو قيمة جديدة ويهدف للسخرية والسباب فقط لأن التجمع للسخرية أو الإساءة إلى معتقدات الآخرين حتى لو كان معتقد الآخرين هو إنكار كل المعتقدات سوف يدفعهم ذلك إلى التطاول على الذات الإلهية ومن الطبيعي أن ينهىٰ الإسلام المسلمين عن التجاوب والإنصات لمن يسيء ويشكك ويسب في الإسلام فأما أنك مسلم أو أنك غير مسلم ؟ ، لأن الحوار والجدال بهدف العلم والمعرفة لا يحتاج للسخرية والتهكم والسباب لأي معتقد لاسيما معتقدك ، ولقد نهى الاسلام عن التطاول والسخرية من معتقدات الآخرين فطبيعي وبديهي أن ينهي المسلم عن المشاركة ولو بالإنصات عند القدح في الاسلام لأن المبدأ العام في الإسلام هو احترام كل المعتقدات واحترام معتقدات الآخرين هو أشد ما يؤرق الملحدين ويهدد رواج سوقهم على السوشيال ميديا والتي أصبحت تعتمد على السباب والتطاول والسخرية وتكرار سيناريو الوهم والخداع والتضليل والادعاء بأن كل المعتقدات من صنع الانسان وأنها تطورت عبر التاريخ لذلك فإن سلاحهم الحقيقي ليس في مادتهم العلمية إن كانت علمية ولكن سلاحهم في طريقة العرض باستخدام السخرية والسباب وما يحققه ذلك من صدمة لاتباع الرسالات خاصة في الدول العربية لأن الغرب معتاد على التطاول والسخرية بشكل مطلق باسم حرية التعبير ، لذلك يجب على العقلاء من رجال الدين أن يجدوا وسيلة عرض وجذب بأسلوب علمي وعصري لتوعية الشباب بحجم المخطط والمؤامرة على المجتمعات العربية لجعلها مجتمعات خالية من التوحيد خالية من أي وزاع ديني أو قيم أخلاقية أو دوافع وطنية بل وإنسانية مقابل الحياة بدون معنى وهدف حياة أحط من حياة البهائم لذلك يجب توعية الشباب بدلا من تركهم فريسة لمنابر الإلحاد على السوشيال ميديا لتلتهمهم وتشتت عقولهم وتدمر حياتهم وتأخذهم إلى طريق الضلال وعبادة الهوى بدلا من عبادة الخالق القادر المقتدر القدير ، اللهم احفظنا من الضلال وعبادة الهوى واحفظ بلادنا وشبابنا ونسائنا من مكر الماكرين.
More Stories
حين يحن القلب إلى الله
بروتوكول تعاون بين الاتحاد الأفروآسيوي وموقعي أخبار مصر العروبة وموقع الحياة نيوز
منجز للاستشارات القانونية والمالية ..تاريخ من الثقة والانجازات