بابا راجل قديم.. بقلم يسري توفيق

من المفارقات الحياتية أن يكون الأب والأم صالحين ولكن تتداخل الثقافات فتشوه مايتعلمه الأبناء من الآباء والأمهات من قيم سامية – بل ينتابهم حالة من الغرور وأنهم أكثر وعيا من الأهل ولايستمعون لنصائحهم وارشادهم ويتعالون عليهم
لم يقصر الأهل في تربية الأبناء
ولكن الأبناء يتأثرون تأثيرا كبيرا بثقافة المجتمع ومن حولهم من رفاق – والمفارقة هنا أن تجد أيضا أن رفاقهم شباب صالحين –فمن أين يأتي الأبناء بهذه الثقافة
بعض الآراء تقول أن هذا بسبب التدليل الزائد وجعل الأبناء غير متحملين للمسؤلية منذ الصغر
ويكبرون على ذلك كسالى
فيختارون الحياة السهلة دون أن يحاولوا الإجتهاد – وفي سبيل وصولهم إلى أهدافهم يسلكون طرق ملتوية وهم على يقين أنهم في الإتجاه الصحيح – ضاربين بالقيم الدينية والأخلاقية عرض الحائط – ويسول لهم الشيطان أنهم على صواب دائم – وأنهم الأعلم والأكثر علما وثقافة من الآباء
ويصمون آذانهم عن سماع خبرات الآباء – ويتهمون الأهل بأنهم موضة قديمة
بل ويستهزؤن ويسخرون منهم
وهناك البعض منهم يفكر ويتمزق تفكيره بين الصواب والخطأ – بين مايقوله الآباء وما يتواجد في المجتمع من حوله وقناعاته الفكرية – يقف ويراقب في حذر – وفي خلال هذا يتقرب الى الله- ويدعو الله أن يوفقه الى مافيه الخير
وهؤلاء بالتأكيد سيصلون الى الحقيقة وسينجون من التجربة الفكرية القاسية التي يتعرض لها معظم الشباب
وعلى الناحية الأخرى شباب مستسلم ومؤمن بأفكاره ومتعصب لها دون دراسة وفي سفسطائية تامة يحاول أن يقنع من حوله بأنه على صواب – فيغوص في وحل الأفكار الهدامة
فهناك فرق كبير بين من يبني فكرته عن دراسة ووعي وآخر متعصب لفكرة حمقاء دون دراسة أو وعي
وهناك فرق بين من يتجه الى خالق النفس لكي يلهمه راحة النفس
وبين من يجعل النفس ورغباته قائدة لأفكاره
————————————————
ده انت يابا راجل قديم
الأخلاق والرحمة ايه؟ –دي موضة وخلصت من سنين
خبرة ايه اللي بتحكي عنها —-ده اللي بيني وبينك— يومين
يابا ده انت عشت عمرك— راجل أمين
أخدنا إيه من الأمانة؟
ده بيتنا يابا يادوب دورين
فاكر عم دياب زميلك
عنده فيلا في مارينا —-وبدل العربية –عنده إثنين
وأنت يابا في الوظيفة كنت سابقه بخطوتين
حتقولي ده بيرتشي –هيا يابا الرشوة عيب ولا حرام؟
دي يابا تسليك مصالح —والناس بتنسى مع الأيام
اوعى يابا في يوم تقولي –زور قرايبك أصل دي —صلة أرحام
فاكر أنت خالي شوكت يوم مازارنا مع المدام
جاب معاه زيارة حلوة و قفصين بط وقفصين حمام
وجاب معاه شوية ورق وشوية قلام
ومضى أمي بالتنازل عن حقها في الميراث
أصل يابا عندهم ميراث البنت عيب
ومينفعش تروح أرضهم للغريب
وعمي هيثم زيهم راجل مريب
كل يوم يبعتلنا من محل جدنا قزازة حليب
بص لأبنه في ذهول —-هو ده ابني —مستحيل
ابن عمري وابن قلبي —ياخسارة تعب السنين
بص يابني —الأخلاق هيا الحياة
هيا سفينة النجاة
مبتقدمش مع السنين
هي تعاليم الإله
الحياة دي يابني تجارب —-بين القسوة والحنين
لو قفلت مرة عقلك عن تجارب الآخرين —
أكيد حتوه وتتعب ومتعرفش أنت مين
أما الغرور دي قصة تانية
بيخلي الملايكة— شياطين
وعمره مره —ماكان —صفة للصالحين
وصلة الرحم دي أوامر ربنا –ولازم نكون له طائعين
وسوء ظنك بقرايبك –بيخلي قلبك حزين
خالك شوكت دفع فلوس الأرض مرتين
ولايوم طالب والدتك ولا قالها ده عليكي دين
وأمك دفعت فلوس كليتك ولا عمرك سألت ده منين
وأمك اللي طلبت كده —دي حقوق بتردها وخوف من رب العالمين
دي أخلاق ولاد الناس الطيبين
وعمك هيثم من زمان اشترى –محل جدك مننا
والحليب اللي بيبعته —دي رحمة ومودة بينا كلنا
شوفت بقى سوء الظن وداك لفين
أنت عمرك 20 سنة —والنهارده أكتشفت أن عمرك يادوب يومين.