بقلم: محمد حسن
في زمن تتلاطم فيه أمواج الأكاذيب، تظل هناك أصوات تقف كالصخر في وجه التيار، وفاطمة أبوجلاب واحدة من تلك الأصوات التي لا تنحني. ليست فقط إعلامية أو مدربة أو صحفية، بل هي حارسة للكلمة الصادقة، تؤمن أن الكلمة قد تكون حياة أو موتًا، حقًا أو باطلًا.
منذ نعومة أظافرها، وجدت في الكتابة ملاذًا وملعبًا، نهلت من الكتب، وصقلت موهبتها بالمعرفة، حتى اختارت منذ خمس سنوات أن تدخل ساحة الصحافة عن قناعة، لتجعل منها منصة للدفاع عن القيم والمبادئ، لا مجرد مهنة للبحث عن الأضواء.
عملت على كشف الحقائق، وتحدّت أسلوب الإعلام السطحي الذي يطارد العناوين الجاذبة ويغفل جوهر القصة. كما غرست في طلابها أثناء التدريب أن الصحفي الحقيقي هو من يحفظ ضميره قبل قلمه، وأن المصداقية هي رأس المال الذي لا يُشترى.
شاركت في تغطية أحداث كبيرة، منها معبر رفح وقضايا فلسطين، وقدمت قصصًا إنسانية خالدة في الذاكرة. ولم تكتفِ بالكلمة المكتوبة، بل وجدت في التعليق الصوتي أداة جديدة للتأثير، من المواد التعليمية للمكفوفين إلى الإعلانات والأعمال الإبداعية.
وفي رسالتها للشباب تقول:
“لا تجعلوا الكلمة سلعة، واحملوا همّ الحقيقة، فهي إرث لا يضيع إلا إذا بعناه بأيدينا”.
تمضي فاطمة أبوجلاب في مسيرتها، ثابتة على دربها، مؤمنة أن الحرف إذا كان صادقًا، فلن تنكسر له شوكة مهما حاولت الرياح إسقاطه.
More Stories
يوسف وليد.. سيد الكلمة الصامتة وباحثٌ عن الحرف المفقود”
نادر عصام مدبولي(Nader Kids)مكتشف النجوم الصغار وصانع البدايات
اعتماد أحمد عوض الله.. سيدة من مصر تجمع بين دفء العائلة ووهج الخير.