أكتوبر 13, 2025

جريدة الحياة نيوز

رئيس مجلس الادارة : نسرين رمزي

أنا هنا.. بقلم محمد عبدالعزيز سعفان

هل يمكن أن يتحول حب الظهور ولفت الإنتباه إلى هذا الجنون ؟ في الحقيقة.. حب الظهور ولفت انتباه الآخرين.. من الحاجات النفسية الغريزية والتي لا تختلف كثيرا عن الحاجات البيلوجية الأساسية.. كحاجة الإنسان للطعام أو الهواء مثلا..وتتولد هذه الحالة مع الإنسان منذ ولادته..
يعني مثلا.. لما كنت لسه رضيع.. وعشان تلفت انتباه مامتك ليك.. كنت بتعيط.. ولما كبرت شوية.. بقيت تكسر أشياء في المنزل عشان تلفت انتباه أهلك ليك..
ولما وصلت لمرحلة البلوغ والمراهقة.. بقيت تستعرض القوة والشجاعة قدام صحابك.. أو استعراضك لمفاتن جسدك بالمكياج أو التعري الملفت لدى الفتيات..
لكن لما نيجي ننظر لتلك المراحل.. هنجد إن حب الظهور ولفت الانتباه قد يكون في بعض الأوقات من الحاجات الطبيعية والتي قد مر بها كل إنسان..


لكنه مؤخرا تطورت تلك الحاجات الطبيعية.. إلى أن أصابت الكثير من الأشخاص بمرض الشهرة وجنون لفت الإنتباه..فأنت بالتأكيد في كل صباح ترى تلك الأشخاص المريضة بجنون الشهرة وحب الظهور سواء في حياتك الطبيعية أو على فضاء الإنترنت..
فقد بات العالم الآن يستحوذ عليه الرغبة الجامحة في تحقيق الشهرة.. وتستمر هذه الرغبة في التزايد متخذة منحنى خطير جدا.. مقارنة بالسنوات القريبة الماضية..


فأصبحت أهداف حياتنا تعكس رغباتنا في امتلاك المزيد من الممتلكات.. والحصول على المزيد من القوة.. والشعور بمكانتنا ونفوذنا.. وكوننا مؤثرين وأصحاب سلطة ورأي بين مجتمعاتنا.. فلابد أن تدرك جيدا بأن الشهرة.. ليست كل شيء في هذه الحياة..بل من الممكن أن تكون ابتلاءا عليك.. فقد لا تجعلك تعيش في راحة تامة..فبالرغم من شهرتي المتواضعة.. إلا أنني أتذكر العام الماضي فور قدومي معرض القاهرة الدولي للكتاب.. حينها كانت الأجواء شديدة الرياح.. بينما أنا يكفي أن ينفخ طفلا صغيرا في شعري ليطير في الهواء، مما أثارت الرياح جنون شعري.. فجعلت مظهره لا يليق بكاتب يلقبه قرائه بالكاتب الجريء، وجاء ليتحدث معهم حول كتابه الجديد ، لحظتها كنت أشبه بالكاتب المجنون.. في هذا الوقت أدركت جيدا أن الشهرة في بعض الأوقات قد لا تكون رائعة..!