أكتوبر 13, 2025

جريدة الحياة نيوز

رئيس مجلس الادارة : نسرين رمزي

أيام مباركة .. للكاتبة هالة عيسى

أنعم الله تعالى على عباده بمواسمٍ للطاعات والعبادات، ومن تلك المواسم الأيام العشر الأولى من ذي الحجة، التي تعدّ أفضل أيام العام، ففيها تتضاعف الأجور، وذلك يعود إلى إجتماع أمهات العبادات والأعمال الصالحة فيها التي لا تتحقّق في غيرها من المواسم والأوقات، ولذلك فقد شرع الله تعالى فيها عدداً من الأعمال الصالحة لاغتنامها، ومن ذلك الصيام لمن أراد التطوع والتنفّل فيه، وكذلك فقد شرع الله في أيام ذي الحجة الذكر والدعاء والتلبية، والحجّ الذي لا يكون في غيرها من الأيام، ولذلك فقد حرص السلف الصالح على إغتنام تلك الأيام، والاجتهاد فيها بالعبادات والطاعات التي تقرب العبد من ربه، ومنها الصيام الذي يعد من أفضل العبادات التي تقرّب العبد من ربه، كما أنّ صيام يوم عرفة يكفر ذنوب العبد لسنتين، والدليل في ذلك قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (سُئلَ عن صومِ يومِ عرفةَ؟ فقال: يُكفِّرُ السنةَ الماضيةَ والباقيةَ).فضل العشر ذي الحجة وردت العديد من الأدلة التي تبيّن فضل العشر من ذي الحجة، منها أن الله تعالى أقسم بها في محكم كتابه، حيث قال: (وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، وبين عبد الله بن عباس أن الليال العشر هي الليالي العشر الأولى من ذي الحجة، وأيده في ذلك عبد الله بن الزبير، ومجاهد وغيرهم من السلف الصالح وهناك عبادات في العشر من ذي الحجة يمكن للعبد التقرب إلى الله تعالى في العشر من ذي الحجة بمجموعة من الأعمال الصالحة، منها: التوبة إلى الله تعالى، والإقلاع عن الذنوب والمعاصي، مع الندم على ما مضى، والعزم على عدم الرجوع لمثله، ومن العبادات أيضا أداء الصدقات المادية والمعنوية التي تقوي الروابط بين الأفراد بتفقد أحوال الفقراء والمساكين، وسد حاجاتهم، ويمكن أيضا التقرّب إلى الله باستغفاره، وتلاوة القرآن الكريم، والحرص على بر الوالدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغيرها من الأعمال الصالحة التي ترفع الدرجات والشاهد على ذلك.


أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل منه في هذه» يعني العشر الأوائل من ذي الحجة فيتأول قولها «لم يصم العشر» أنه لم يصمه لعارض مرض أو سفر أو غيرهما، أو أنها لم تره صائما فيه، ولا يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر، ويدل على هذا التأويل حديث هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر الإثنين من الشهر والخميس»


وفيما يخص فضل الصيام، ورد هذا الفضل في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة؛ يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة، وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر»


فعلينا أن نغتنم هذه الأيام المباركة في العبادة والطاعة وفعل الخير،وليست العبادة بالصيام والصلاة والزكاة فقط إنما بسائر أعمال الخير من فك كربة سيدة غارمة،أو مساعدة طفل يتيم وإدخال السرور على قلبه، أو دعم المؤسسات الخيرية التي تبذل قصارى جهدها في توصيل الدعم لمستحقيه،وليست العبادة قاصرة على القادرين ماديا ومعنويا فقط بل على كل فرد يشارك في عمل الخير بتقديم الجهد والمعاونة كعضو مشارك فعال في تلك المؤسسات فأنت لاتقل شأنا عن الداعمين فالمنفذ هو الأهم يبذل الجهد البدني والذهني والزمني من وقته لصالح المحتاجين فهنيئا لكل من إغتنم فرصة الفوز بفضل هذه الأيام المباركة.