ليلة من الليالي فاتونا.. بقلم الكاتبة هبة الببلاوي

فراق الأحِبَّة، وفراق الأهل، وفراق الموت، وفراق السفر، وفراق الصداقة.. أصعب وأثقل ألم يتذوقه الإنسان..

بس لازم نعرف إن العمر بيخلص في لحظة و مفيش وقت نضيعه في وجع وألم ودموع.. آه الفراق صعب ومر وبيكسر بس محدش عارف إيه المكتوب وربنا فرقنا ليه..

ولأننا اتعودنا نقلل من شأن حاضرنا ونعلِّي من شأن ماضينا وده لأن الحاضر هو الواقع الملموس.. أما الماضي بيلعب فيه الخيال.. وعشان كده بنحس ان الفراق صدمة وأزمة وبنعلِّي من المبالغة في تفاصيله وحزنه..

والحياة على قد ما هيا صعبة وقاسية هتلاقيها حنينة وهينة.. هاتهون علينا الفراق وهيتنسي مع الأيام..

بس دايماً لحظة الفراق بتظهر لنا حقيقة كل إنسان ومعدنه الحقيقي.. يمكن لأن وقت الفراق هيا لحظة انهيار التوقعات الأساسية وخيانة الحبيب.. وصدمتك وأنت متوقع أنه يقف جنبك لكن هو غدر وفضل نفسه على كل شئ رغم المرات الكثيرة والكثيرة من وقوفك أنت جنبه..

ودي اللحظة الوحيدة اللي فيها احساس بالموت، لأن الحب كائن حي يعيش بقلوبنا..

ولأن فراق الموت ده شيء محتوم لا يسعنا القول فيه إلا أن نرضى ونحمد الله كجزء من إيماننا بالله وبقضائه..

لكن فراق الأشخاص صعب ومؤلم لأنه بقرار من الشخص نفسه.. وهنا فيه أمامنا خيارين بعد قرار الفراق..

الأول; الإنهيار وضياع الحياة، وكده يبقى خسرتي او خسرت كل شيء..

التاني; نتناسى ونشوف المستقبل ونتعلم من لحظة الغدر والأسى درس ينير لنا مستقبلنا ويساعدنا علي النجاح والتقدم..

والشيء الجميل في ألم الفراق أنه نعمة بيلفت نظرنا لمعلومة ويدلنا علي الطريق الصح.. فليس كل من فارقنا هو شخص سويّ ويستحق الحياة معه، وهنا سنتعلم حسن الإختيار..

ودائماً الشخص الفعال في الحياة هو القادر علي توظيف الألم..

وظَّفَ ألم الفراق وحوَّله لطاقة إصلاحية تصلح بها حياتك للأحسن، وتحسن اختياراتك في العلاقات..

وأخيراً; لا يسعنا إلا الدعاء لله أن يرفع عنا آلامنا، ويحقق احلامنا، ويصلح ما بقى لنا من أيامنا.

Post Views: 145