لقد سيطر الوُجُومٌ على تقاسيم وجهها البريئة وأَبَاحَت عيناها تلك الدموع الجامدة في داخلها وهي تستند على مقعد في حديقة خالية من البشر، وجدت طائرة ورقية صغيرة صُبت في اتجاهها، رفعت عيناها المُترغرة بالدموع وهي تفتش عن مصدر تلك الطائرة ولكن لم تجد أحد فصاحبها فضولها فنظرت إلى الطائرة بعين فاحصة فوجدت بها رسالة مكتوبة كالآتي:
“تلك الدموع التي تنزف من عيناكِ بألم باستطاعتك تحويلها بسحر جمال روحك إلى دموع تُزرف بسعادة، تقاسيم وجهك الذي احتلها الوُجُومٌ باستطاعتك قتلها بابتسامة، إن شعرتي بالإجحاف لا تيأسي ما زالتِ تملكين بعض القوة بل تمتلكين الكثير ولكنها مخبأة لشيء آخر، سيمدك الله بشحنتك المخزنة بالسعادة ولكن في وقتها المحدد، تُريدين التحدث ولكنكِ عاجزة عن تجميع أحرفك؛ لا تقلقي لأنك أن عُقد لسانك عن الحديث فقد سبقك قلبك وبلغه، فلتنزعي ذلك القناع الذابل يا فتاة لأنه لا يناسبك وارتدي قناعك المبتسم الذي سينتصر عليكِ الآن بعد ثوان معدودة. أستطعتي الهرب من العالم بأسره في ذلك المكان ولكن لم تستطيعين الهروب من جابر الخواطر”
أنهت الفتاة قراءة الرسالة وشقت ابتسامة صغيرة ثغرها ورفعت رأسها باحثة عن المراقب الذي يراها، فشعرت بحركة جانبها لتلتفت فتجد رسالة أخرى بجانبها على المقعد ففتحتها فقد كُتب فيها: “راهنت الوُجُومٌ بضحكتكِ فرفع راية الاستسلام بمجرد ابتسامتك”
فكتبت له رسالة وتركتها على المقعد: لقد انتصرت أيها المجهول وها أنا ذا ابتسم، جزيل الشكر لك يا أيها المراقب.
“لم أكن إلا علاج لجروح أرسلني الله لأجبر بها”.
More Stories
حين يحن القلب إلى الله
بروتوكول تعاون بين الاتحاد الأفروآسيوي وموقعي أخبار مصر العروبة وموقع الحياة نيوز
منجز للاستشارات القانونية والمالية ..تاريخ من الثقة والانجازات